خرجت بعض وسائل الإعلام العالمية والعربية مؤخراً بقرار غريب نسبته للفيفا "الإتحاد الدولي لكرة القدم"..مفاده بأن الفيفا منعت السجود في ملاعب كرة القدم ..وأنها وجهت تحذيراً شديد اللهجة لمن يقدم على هذا الأمر..
وعند سماع الخبر في الوهلة الأولى ساورنا الشك في مصداقية هذا الأمر..فالسجود في الملاعب معروف منذ فترة طويلة وتكرر الأمر كثيراً من مئات اللاعبين وفي آلاف المباريات ..فلما يخرج المنع والتحذير الآن من الإتحاد الدولي؟!
ذهبنا إلى موقع "الفيفا الرسمي" نبحث عن صدور مثل هذا القرار الغريب ..فلم نجد شيئاً يتعلق بهذا الأمر..فازداد الشك ..!!
وبعد البحث في قوانين الفيفا وجدنا نصاً في اللوائح الدولية يشير إلى هذا الأمر بالتحديد وهذا نصه:
FIFA's rulebook states," Players may not reveal clothing that shows slogans or adverts. If a player removes his jersey and reveals a political, religious or personal statement, he will be punished by the organisers of the respective tournament or by FIFA.
ونص الترجمة :"قوانين الفيفا": يحظر على اللاعبين ارتداء أو الكشف عن ملابس تظهر شعارات دينية أو سياسية أو شخصية..ومن يفعل ذلك فإنه سيتعرض لعقوبات من قبل الفيفا أو من اللجنة المنظمة للبطولة"
هذه هي القضية بالكامل ..فالقانون يحذر من ارتداء أو الكشف عن ملابس تظهر شعارات دينية أو سياسية.
وهذا تحديداً ما انتقده الإتحاد الدولي "الفيفا" في منتخب البرازيل حيث ارتدى لاعبوه قمصاناً مكتوباً عليها "أحب المسيح"..و "شكرهم للرب" بعد فوزهم ببطولة كأس العالم للقارات التي انتهت مؤخراً في جنوب أفريقيا ..وحذرهم من تكرار هذا الأمر وإلا تعرضوا لعقوبات دولية أو تأديبية.
والغريب أن تخرج بعض وسائل الإعلام العربية لتنشر الخبر دون تحري الدقة وتؤكد أن الفيفا يمنع السجود في الملاعب ...بل ذهب البعض إلى التأكيد بأن سبب الحزن الذي ظهر على وجوه لاعبي مصر خصوصاً محمد أبوتريكة وحسني عبدربه في مباراتهم أمس أمام منتخب رواندا في تصفيات كأس العالم هو هذا القرار..حيث أن منتخب مصر يشتهر بالسجود دائماً بعد إحرازه لأي هدف وأطلق عليه "منتخب الساجدين"..!
وتطرقت وسائل إعلام أخرى إلى نظرية "المؤامرة" المحفوظة حيث اتهموا الفيفا باضطهاد "المسلمين" وأن هذا قرار "عنصري" يستهدف في المقام الأول المسلمين فقط دون غيرهم..!!